البرنامج الدعوي : الأحد :تفسير سورة القيامة بمسجد قباء -المدرسة القرآنية الإثنين :شرح رياض الصالحين :باب التوبة . الثلاثاء : عام الحزن - السيرة النبوية - الاربعاء : فقه :سنن الصلاة الخميس : شرح الاجرومية دورة في النحو العربي من تقديم الاستاذ القدير عبد الكريم النشم . الجمعة : درس الجمعة حادثة الاسراء والمعراج عبر وعضات السبت : دورة تربوية لمعلمات القرآن الكريم بمسجد النور :النجاح . البرنامج الأكاديمي : الثلاثاء : محاضرة في علم الاجتماع الثقافي مفهومه ونظرياته ورواده الأربعاء : محاضرة في اسس البرنامج الإرشادي لطلبة الماستر ارشاد وتوجيه

         

*الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة *

   يكرم الله تعالى عباده الصائمين يوم القيامة كرماً خاصاً ويتفضل عليهم لقاء ما بذلوا من صوم وتلاوة وذكر له تعالى، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة ، يقول الصيام : أي رب منعته الطعام والشهوة فشفعني فيه ، ويقول القرآن : منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، قال : فيشفعان " رواه أحمد ، والطبراني في الكبير ، ورجاله محتج بهم في الصحيح ، ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب " الجوع " وغيره بإسناد حسن والحاكم  وقال : صحيح على شرط مسلم ( المنتقى من كتاب الترغيب والترهيب للمنذري ، انتقاه وقدم له وعلق حواشيه ووضع فهارسه يوسف القرضاوي ، ج1 ، ص 295 )

  يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة نظير صبره على مختلف المفطرات وتغلبه على عديد الشهوات والملذات طيلة شهر كامل ، وتعبيره عن إرادة حقيقية في تمثل أمر الله تعالى والاستجابة لطاعته يحتسب أجره عند الله ، ويرنو رضوانه والقرب منه ، ويصور النبي صلى الله عليه وسلم مشهد الشفاعة في صورة منافح مدافع عن الصائم الطائع مخاطباً ربه " أي رب منعته الطعام والشهوة" فرضي وأقبل عليك قانتاً طائعاً ، لم يتبرم ولم يضجر بي ، فشفعني فيه  ، فيقبل الله تعالى شفاعته ويحظى بالثواب والجزاء الأوفى ، وينقلب مسروراً بما قدم من صيام مقبول .

    لا يضيع جهد الصائم يوم القيامة قال تعالى﴿ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنَ احْسَن عَمَلاً ﴾( الكهف: 30 ) يقول الطبري : إن الذين صدقوا الله ورسوله، وعملوا بطاعة الله، وانتهوا إلى أمره ونهيه، إنا لا نضيع ثواب من أحسن عملا فأطاع الله، واتبع أمره ونهيه، بل نجازيه بطاعته وعمله الحسن جنات عدن تجري من تحتها الأنهار" فالصائم يلقى ثواب صبره بشفاعة ووساطة الصوم عنه ، يتكفل بالدفاع عنه يوم القيامة .

  والقرآن يشفع لصاحبه القارئ الذي آثر القيام والتهجد على النوم والراحة والدعة قال تعالى ﴿ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ ( 17 ) وَبِالاَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾ ( الذاريات : 18 ) قال ابن كثير قال ابن عباس : لم تكن تمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئا ، وقال قتادة : عن مطرف بن عبد الله : قَلَّ ليلة تأتي عليهم لا يصلون فيها لله عز وجل ، إما من أولها وإما من أوسطها ، وقال مجاهد : قَلَّ ما يرقدون ليلة حتى الصباح لا يتهجدون ، وكذا قال قتادة ، وقال أنس بن مالك  وأبو العالية : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء ، وقال أبو جعفر الباقر ، كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة .

   يجتهد القانت في قيام الليل ، ويجد لذة غامرة في التلاوة والقراءة تفوق ما يجد  في النوم والكسل  لذلك لا يتوانى في الصلاة والتبتل والسجود والتسبيح قال تعالى﴿ وَاذْكُرِ اِسْمَ رَبِّكَ بُكْرَة وَأَصِيلا (25) وَمِنَ اَليْلِ فَاسْجُدْ لَهُۥ وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلاً ﴾ ( الانسان : 26) قوله تعالى : واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا أي صل لربك أول النهار وآخره ، ففي أوله صلاة الصبح وفي آخره صلاة الظهر والعصر .

   يقول القرطبي " ومن الليل فاسجد له يعني صلاة المغرب والعشاء الآخرة وسبحه ليلا طويلا يعني التطوع في الليل قاله ابن حبيب وقال ابن عباس وسفيان : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة وقيل : هو الذكر المطلق سواء كان في الصلاة أو في غيرها " يهجع بالليل ويستغفر بالأسحار ، ويعد دقائق الليل الغالية ، فالقرآن يذكره يوم القيامة ويشفع فيه في حضرة المعبود جل جلاله ، فلا يرد الله شفاعته ويقبلها منه كما قبل شفاعة الصيام ، ويشير النبي صلى الله عليه وسلم إلى شفاعتي الصيام والقرآن ، لأن القرآن الكريم نزل في شهر رمضان ، والصائم يتعبد الله تعالى بالصوم وبتلاوة القرآن الكريم في صلاة التراويح .

 

شارك هذه المقالة

Comments powered by CComment